الأصحاب فرض الكلام مع المعتزلة في هاتين المسألتين, إظهارًا لما يختص بهما من المناقضة, ولسقوط كلامهم فيهما بعد تسليم الحسن والقبح.
ومعنى التنزل: الانحطاط عن المذهب الأشرف.
المسألة الأولى: شكر المنعم ليس بواجب عقلًا, فلا إثم على من لم تبلغه دعوى النبوة خلافًا للمعتزلة, وشكر المنعم: صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه من القوى الظاهرة والباطنة فيما خلقت لأجله, كصرف النظر إلى مشاهدة مصنوعاته.
واحتج عليه: بأنه لو وجب عقلًا لوجب لفائدة, واللازم باطل.
أما الملازمة؛ فلأنه لو وجب لا لفائدة لكان عبثًا وهو ممتنع على الحكيم.
وأما الثانية؛ فلأن الفائدة إما لله وإما للعبد, والثاني إما في الدنيا أو في الآخرة, والثلاثة منتفية.
أما الأول: فلتعاليه عن الفائدة.
وأما الثاني: فلأنه مشقة وتعب ناجز ولا حظّ للنفس فيه؛ لأنها حرمت الشهوات واللذات.