التي عمرها بسقيفة الرصاص، وبستانه الذي أنشأه بقرب البستان الشامي. وكانت وفاته سنة 1197. وأعقب من الأولاد صاحبنا: علي أفندي. ومولده سنة 1134. ونشأ نشأة صالحة على طريقة والده المرحوم. واشتغل بطلب العلوم، فبلغ منها ما يروم، وبرع في المنطوق والمفهوم. وصارت له وظيفة وعظ على الكرسي بالمسجد النبوي، فلهذا اشتهر بواعظ زاده. وصار إماماً بالروضة النبوية.
وتولى نائب القاضي، فأظهر الأحكام الشرعية فانتدب لإذايته من لا يخاف الله. وانتهك شريعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعزل بعد خمسة وثلاثين يوماً، ثم أرادوا إخراجه من المدينة المنورة فكتبوا إلى شريف مكة، فأرسل إليه بأن يصل إليه إلى مكة فتعذر إليه من الوصول. وكفاه الله شره ببركة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبيننا وبينه محبة قديمة، ومودة مستقيمة. ولولا الحدة التي فيه لكان ماله شبيه. وله أولاد نجباء منهم: أبو السعود، وعبد الرحمان، وزينب، وفاطمة، ومريم.
فأما أبو السعود فمولده مكة المكرمة في سنة 1168. وطلب العلم الشريف، وباشر الإمامة بالمحراب النبوي المنيف. وفي سنة 1189 وردت له براءة سلطانية من الدولة العلية بتجديد وظيفة خطابة حسبية