" بيت الشرواني ". نسبة إلى مدينة شروان المشهورة بالديار الرومية. وإليها ينتسب كثير. وأشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدم منهم إلى المدينة المنورة علي أفندي بن إبراهيم الشرواني الرومي. وكان وصوله إليها في سنة 1088. ثم في سنة 1090. وصل إليه أخوه يوسف أفندي. وكان أصغر منه سناً.
فأما علي أفندي فكان رجلاً فاضلاً، عالماً، عاملاً على طريقة الصوفية. وكان بينه وبين جدنا الشيخ يوسف الأنصاري محبة شديدة ومودة أكيدة. وكان ساكناً في آخر زقاق العشرة ملازماً للمسجد النبوي. وكان من أحسن المجاورين سيرة وسريرة. وله تصانيف مفيدة. منها كتاب مفيد في آداب الزائر والمجاور. وكان من كتبي وأهديته إلى واحد من أصحابنا. وكانت وفاته سنة 1118. وأعقب من الأولاد: محمداً، وفاطمة، زوجة محمد أفندي بن عبد الرحيم، مفتي شروان.
فأما صاحبنا محمد أفندي فمولده سنة 1112. ونشأ نشأة صالحة، وطلب العلم الشريف. وسافر إلى الديار الرومية، ورجع مسروراً مجبوراً، وعاش سعيداً ملازماً للمسجد الشريف. وصار إماماً في المحراب المصطفوي. وصار صاحب ثروة عظيمة. واشترى دار الشيخ زين العابدين المنوفي