يوم الجمعة 17 ربيع الثاني سنة 1189.
" بيت السبحي ". نسبة إلى صنعة السبح المعروفة. وإليهم ينتسب كثير بالمدينة المنورة وغالبهم هنود وسنود. ودكاكينهم في جهة باب الرحمة. فمن أشهرهم أهل هذا البيت. وأول من قدم منهم المدينة المنورة الشيخ مديني السندي. قدمها مع والده المزبور صغيراً فنشأ نشأة صالحة، وحفظ القرآن العظيم وجوده. وقرأ على السبع. وطلب العلم الشريف. وكل هذا وهو مشتغل في دكانه بصنعة السبح. ثم تولى الخطابة والإمامة عن محلول الشيخ عبد الرحمان الكازروني خطيب العيدين. وتقرر في الوظيفتين المزبورتين والدنا حين كان بالروم بفرمان سلطاني. فلما وصل المدينة وجد الشيخ مديني قد تقرر فيهما من باشة مصر المحمية فثبت أن الحق للوالد وتركهما له لما كان بينه وبينه من المحبة والمودة. وهما باقيتان بأيدي أولاده إلى اليوم. فترك الشيخ مديني الجلوس في الدكان وصار يشتغل في البيت، ثم صار صاحب ثروة بسبب أنه كان وصياً على أولاد الشيخ عبد الحفيظ السندي. وكان رجلاً كاملاً. وتوفي سنة 1133. وأعقب من الأولاد عبد الخالق وعائشة زوجة الدرويش عثمان والدة أولاده وقد سبق ذكرهم في حرف الدال.
فأما عبد الخالق فانتشأ نشأة صالحة، وحفظ القرآن العظيم، وسافر إلى الهند، وحصل له قبول وإقبال. ورجع إلى المدينة على أحسن