والتفسير، مشارك مشاركةً قويةً في النحو، والصرف، والمعاني، والبيان، والقراءات، مع معرفة قوية بالفقه والفرائض وعلم الأصول.
اجتهد في طلب العلم وتحصيله حتى فاق أقرانه، وزاحم شيوخه فتخطاهم، ولما عرف أن العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحدهما هو الحق الذي يجب أن يتبع، نبذ التقليد وانقطع لدراسة علوم الكتاب والسنة حتى صار مجتهدًا مطلقًا، وأخذ يدعو إلى ترك التقليد، كما نعى على علماء عصره تمسكهم به، وأنكر على الإمام يحيى بن محمد حميد الدين أمورًا يعملها على أنّها من الدين، وهي ليست من الدين في شيء -كما قال- وذلك في رسالة وجهها إليه وعدّ بعض تلك الأمور نوعًا من الشرك والكفر، وانتقد المذهب الزيدي لتسامحه في تلك الأمور، فاستشاط الإمام يحيى منه غيظًا واستدعاه إلى صنعاء، وكلف أحمد بن عبد الله الكبسي وأحمد بن علي الكحلاني وعبد الله بن محمد السرحي ومحمد بن محمد زبارة بالاطلاع على تلك الرسالة الموجهة إلى الإمام ومناظرته والردّ عليه، وقد اجتمعوا به بحضور محمد بن حسن الوادعي وعبد الرحمن بن حسين الشامي لمراجعته للعدول عن رأيه، ولكنه أصرّ على تمسكه بما جاء في رسالته وعزّزها برسالة إلى أولئك العلماء (?) هذا نصها:
الحمد لله، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم .. حفظكم الله تعالى وعافاكم، وكفاكم مهمات الدارين آمين.
لم أرد بما ذكرته في الرسالة من الشرك والكفر إلا ما أراده الله ورسوله،