الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وجزى الله شباب أهل المدينة خيرًا فقد كانوا يوزعون العوام عليهم، فكل واحد يحج بمجموعة ويتحرى أن يخبرهم بأعمال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
فالتقليد لا يجوز، والذين يبيحون تقليد العامي للعالم نقول لهم: أين الدليل؟، ثم هل العامة أكثر أم العلماء؟ بل العامة أكثر. فإذا لم نربطهم بكتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد يأتي النصراني ويشككهم في دينهم أو البعثي أو الرافضي أو الشيوعي، فقد خرج أقوام يجالدون بسيوفهم مع المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي ادعى النبوة، وخرج أقوام يجالدون بسيوفهم مع الخوارج الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنّهم كلاب أهل النّار))، ((يمرقون من الدّين كما يمرق السّهم من الرّميّة))، وخرجت أمم بمدافعها ورشاشاتها تقاتل مع الاشتراكيين، وخرجت أمم تقاتل مع البعثيين؛ وما خسرنا مجتمعاتنا الإسلامية إلا بسبب التقليد. فعلينا أن نربط الناس بكتاب الله وبسنة رسوله الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يقول الله تعالى: {اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكّرون (?)}.
والأخوة المسلمون الأعاجم معرضون للتلبيس، لأنّهم لا يفهمون كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومن ثم لبّس الخميني لا رحمه الله على كثير من الناس، حتى أصبح الإخوان المسلمون يقولون: الإمام الخميني، ويقولون: علينا أن نفعل مثل الإمام الخميني. فلما عرف الناس وصاروا ينتقدونهم، قالوا: رافضي. فانظر إلى تلونهم، فما أسرع ما يتلون الإخوان المسلمون وما أسرع