فقال بعد أن انتهى: ألم أسمع صوت الأشعري؟ قالوا: نعم، أستأذن ثم رجع، فقال: ائتوني به. فرجع فقال: ما منعك من الدخول! قال: هكذا أمرنا رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم. فقال: لتأتيني ببينه أو لأوجعنك. فذهب أبوموسى إلى مجلس للأنصار وقالوا: لا يقوم معك إلا أصغرنا. وهو أبوسعيد فقام وشهد له بذلك، فقال عمر: أما أني لم أتّهمك بذلك ولكن أردت أن أتثبت. وفي "الصحيح" أيضًا أن عمران بن حصين قال: نزلت العمرة والتمتع في كتاب الله وعملنا بها مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال رجل برأيه يعني عمر بن الخطاب.

ولولا رحلة المحدثين لما وصل إلينا هذا الخير، وهذه المذاهب أوردت العداوة بين المجتمع كما يقول الزمخشري:

وإن يسألوا عن مذهبي لم أبح بهفإن حنفيًا قلت: قالوا: بأننيوإن مالكيًا قلت: قالوا: بأننيوإن شافعيًا قلت: قالوا: بأننيوإن حنبليًا قلت: قالوا: بأننيوإن قلت من أهل الحديث وحزبهتعجّبت من هذا الزمان وأهله ... وأكتمه؛ كتمانه لي أسلمأبيح الطلا وهو الشراب المحرمأبيح لهم لحم الكلاب وهم همأبيح نكاح البنت والبنت تحرمثقيل حلولي بغيض مجسّميقولون: تيس ليس يدري ويفهمفما أحد من ألسن الناس يسلم

واقرأ "السيرة" لابن كثير تجد خصامًا بين الحنابلة والحنفية وبين الشافعية والمالكية ورب شخص يطرد من بلده لأنه أبى أن يتمسك إلا بالدليل.

وأما الشوكاني في كتابه "القول المفيد لأدلة الاجتهاد والتقليد" فلم يأت بشيء جديد من عنده ونحن نسأل هذا القائل: هل العامة يشملهم قول الله تعالى: {اتّبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء قليلاً ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015