قال الشيخ أبو جعفر: والحق أن يقال: إن اللغويين قد فسروه بالمعيين: بمعنى كببته كما قاله ثعلب، وبمعنى قلبته كما قاله ابن درستويه.

فمن الأول ما حكاه صاحب الواعي عن الكسائي أنه يقال: كفأت الإناء: إذا كببته. وهذا هو الذي منع منه ابن دستوريه، وحكاية الكسائي حجة عليه، وناهيك بالكسائي، وبإمامته.

وحكاها أيضًا صاحب الواعي عن غير الكسائي.

ومن الثاني ما حكاه يعقوب في الإصلاح، وأبو حاتم في تقويم المفسد عن الأصمعي، والزجاج في فعلت وأفعلت، وأبو زيد في كتاب الهمز له، أنه يقال: كفأت الإنا كفئا -عن أبي زيد المصدر -: إذا قلبته.

فخرج بما ذكرناه أن أخذ ابن درستويه ليس بشيء.

قال ابن القطاع: كببت الشيء كبا: قلبته لوجهه فأكب هو وهو من النوادر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015