وقال: ليس معناه شغلت، وفسره بالدهش والتحير.
وكذا فسره ابن هشام في شرحه، ورأيته بخطه، وتبع في ذلك ابن درستويه.
قال أبو جعفر: أما إنكارُهُما أن شدهت ليس معناه شغلت فغير صحيح، بدليل ما حكاه أئمة اللغة، قال أبو زيد في نوادره وناهيك به ثقة! وبكلامه حجة، قالوا: شده الرجل يشده شدها، وشدها، فتحٌ وضم: وهو الشغل، ساكن لا غير.
قال أبو جعفر: هذا لفظه في نوادره، وحكى ابن سيدة في العويص عن أبي زيد أنه قال: شده الرجل، أي: شغل فقط.
وحكى صاحب الواعي عن الكسائي ونقلته من خطه أنه يقال: جاءني على شُدهةٍ، وشَدهةٍ، أي شغل، وقد شُدِهْت وأنا مشدودة، أي: شغلت.
وقال كراع في المجرد: الشَّدة، والشُدة: الشغل. وقال الزمخشري في شرحه: شُدهت عنك، أي: شُغلت، ويقال ما شدهك عنا؟ أي: ما شغلك.
قال أبو جعفر: فتبين بهذا الذي حكيناه عن الأئمة أنّ ما ذكره ابن