درستويه، ومن تبعه كابن هشام، ليس بصحيح.

لكن الحق في ذلك أن يقال: إن شدهت فسره اللغويون بالوجهين: بمعنى الشغل، وبمعنى التحير.

أما كونه بمعنى الشغل فقد فرغنا من إثباته، وأما كونه بمعنى التحير فقد حكى ابن السِّكيت في كتابه الإصلاح في باب (فعل وفعل بإتفاق معنى) عن ابن الأعرابي أنَّه يقال: شَده وشُده، من قولك رجل مشدوده: من التحير.

وقال القتبي: شُده فلان شدها، وشُدها: إذا تحير.

/ وقال ابن دريد في الجمهرة: شُده الرجل فهو مشدوه، والاسم الشَّده: وهو الحيرة.

قال أبو جعفر: فتقرر بما نقلناه عن أئمة اللغويين أن شدهت فسرها اللغويون بالمعنيين المذكورين، فمن فسرها بأحد المعنيين مع عدم إنكار المعنى الثاني فكلامه صحيح، ومن فسرها بأحد المعنيين وأنكر المعنى الثاني كما فعل ابن درستويه وابن هشام فكلامه غير صحيح ..

وقد تقدم بيان ذلك كثيراً، والحمد لله كثيراً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015