وكل شيء تفرق من شيء فهو فضاضة، ولذلك قال النابغة:
تَطِيرُ فُضَاضاً بينها كُلُّ قَوْنَسٍ ... وَتتْبَعُها مِنْهُم فَرَاشُ الحَواجِبِ
قال أبو جعفر: يقال: فض الله فاه، وفض فوه وقال ابن القطاع: يقال: فض الله فاه، وأفضه.
وقوله: "ولا يفضض الله فاك".
قال أبو جعفر: أي لا يكسر الله أسنانك اللائي في فيك، ثم حذفها لعلم المخاطب كما يقال: "يا خيل الله اركبي، وأبشري بالجنة" يريد يا ركاب خيل الله، عن المطرز.
قال صاحب الواعي: والفم يقوم مقام الأسنان، ولذلك تقول: سقط فم فلان، أي: سقطت أسنانه، قاله هو، وغيره.
ومنه قول النبي صلَّى الله عليه وسلم للنابغة الجعدي لما مدحه بقصيدته الرائية: