الباب إنَّما هو باب فَعَلْتُ بغير ألفٍ، وهَرَقْتُ من باب أفْعَلُتُ بالألف، وبيان أنَّه من باب أفْفَلْتُ أنَّ أصله كما قَدَّمنا أرَقْتُ، وهو فِعْلُ مُعْتَلُّ العين من الواو على قول، وأصله على هذا أرْوَقْتُ؛ لأنَّه من قولهم: رَاقّ الماء يَرُوقُ: إذا انصبَّ.
وقيل أصله أرْيَقْتُ؛ لأنه من رَاقَ يَرِيْقُ رَيْقًا: إذا انصبَّ، ثُمَّ نقلت حركة الياء أو الواو إلى الرَّاء، وحُذِفت الياء أو الواو لالتقاء السَّاكنين، فبقى أرَقْتُ. وممَّا يدل أيضاً على أنَّه رباعيٌّ أنُّك إذا أسندتَ إلي الغائب قلتَ: هَرَاقَ، وأرَاقَ، وفي المستقبل: يُهَرِيقُ، ويُريِقُ، فلو كان ثلاثياً لقيل: يَهْرقُ أو يُهْرُقُ. فخرج من هذا كلِّه أنَّه ليس ثلاثيًا، وإنَّما هو فعل رباعيٌّ.
فوجه العذر لثعلبٍ أنَّه إنَّما أدخله في هذا الباب مراعاةً للَّفظ؛ لأَنَّ لفظه ثلاثيٌ، فذكره في هذا الباب لهذا الوجه، كما ذكره غيره لوجهٍ أخر.
قال أبو عبد الله القزاز في كتابه الجامع لمَّا ذكر هَرَقْتُ في "الهاء والرَّاء والقاف"، اعتذر عن ذكره له في هذا الموضع فقال: ليس هذا من هذا الباب، ولكن ذكرناه من أجل لزوم الهاء للبدل.