قال أبو جعفر: فهذا اعتذار منه عن ذكره هَرَقْتُ في هذا الموضع، ولم يذكره فيء الهمزة والرَّ اء والقاف" الذي هو أصله، لكنَّه راعى كما ذكر لزوم البدل، وكذلك ثعلب كان حقُّه أنْ لا يذكرَ هرقتُ إلاَّ في باب أفعل، ولا يذكره في باب فَعَلْتُ، لكنَّه راعى كما قدَّمناه لفظه، فإنَّه ثلاثيٌّ.
قال أبو جعفر: ويمكن أنْ يكون الذي حمل ثعلباً على أن ذكر هرقتُ في هذا الباب وإن كان ليس بابه أن كلامه في هذا الباب إنما هو فيما يقال من الأفعال بغير ألف/ في الأفصح، وكان في هرقتُ لغتان: هرقتُ، وأهرقت على ما حكاه أبو عبيد في المصنَّف، واللَّحيانيُّ في نوادره. وقال عنها:
إنَّها أبعدُ اللُّغات، وهي لبني تَغْلِب. قال: ونُرَى أنَّ الهاء فيها زائدة، كما قالوا: أمهات.
وحكاها أيضاً الجوهري، وأبو عمرو الشيباني في نوادره.
فَذَكَر ثعلبٌ هرقتُ إشارة إلي أنَّها أفصح من أهرقت، مع أن اللَّفظ ليس ثلاثياً.
قال أبو جعفر: وحكى الجوهريُّ أنَّ في هرقتُ ثلاث لغات، وذكر هاتين اللُّغتين، وقال فيه لغة ثالثة: أهْرَاقَ يُهْرِيقُ أِهْرِياقاً، فهو مُهْريِقٌ،