وهو القائل من قصيدة في فتح قَفْصة سنة ست وأربعين وأُنْفِذت إلى البلاد:
ولما انقضى الفتحُ الَّذي كانَ يُرتجى ... وأصبحَ حزبُ اللهِ أغلبَ غالبِ
وأنجزَنا وعدٌ من اللهِ صادقٌ ... كفيلٌ بإبطال الظنون الكواذب
وساعدنا التَّوفيقُ حتَّى تبيَّنت ... مقاصدنا مشروحةً بالعواقب
وأذعن من عُليا هلال بن عامر ... أبيٌّ ولبَّى الأمرَ كلُّ مجانبِ
وهبُّوا إذا هبَّ النسيم كما سرى ... ولم يتركوا بالشَّرقِ عُلْقة آيب
يَغَصُّ بهم عُرضُ الفَلاَ وهو واسع ... وقد زحموا الآفاقَ من كلِّ جانب
كأنَّ بسيطَ الأرضِ حَلْقَةُ خاتمٍ ... بهم وخِضَمُّ البحرِ بعضُ المذانب
ومدَّ على حكمِ الصَّغارِ لسلمنا ... يَدَيهِ عظيمُ الرُّومِ في حال راغب
يُصرِّحُ بالرؤيا وبين ضلوعه ... تنفُّسُ مذعورٍ وزفرةُ راهب
وَعَى من لسانِ الحالِ أفصحَ خُطْبة ... وما ضمنت عنه فِصاح القَواضب
وأبصَرَ مَتْن الأرضِ كِفَّةَ حابلٍ ... عليه وما ضرَّاه في كفِّ حالب
أشَرْنا بأعناقِ الجياد إليكم ... وعُجْنا عليكم من صدور الرّكائب
إلى بُقعةٍ قد بيَّنَ اللهُ فضلها ... بمن حلَّ فيها من وليٍّ وصاحب