عذّبني حامِلُها ... وهو بها معذَّبُ
وخرج يوماً صحبة أبي بحر صفوان بن إدريس وجماعةٍ في مرسية فقعدوا على صهريج ماءٍ يحفّ به أدواحٌ مزهرةٌ وسقيط نَوْرِها على الماء واقعٌ، فقال ابن ثعلبة:
خليلي أبا بحرٍ وما قَرقَفُ اللمى ... بأعذبَ من قولي خليلي أبا بحرِ
أجِزْ غيرَ مأمورٍ قسيماً نظمتهُ ... تأمَّلْ على مجرى المياه حُلَى الزَّهرِ
فقال أبو بحر:
تأمَّلْ على مجرى المياه حُلى الزَّهرِ ... كعهدك بالخضراءِ والأنجُم الزُّهرِ
وقد ضحكتْ للياسمين مَباسمٌ ... سروراً بآداب الفقيه أبي بكر
وأصغَتْ من الآس النضيرِ مَسامعٌ ... لتسمعَ ما تتلوه من سُوَر الشعرِ