حَدِيث معَاذ مُقَيّدا بإذكار الصَّلَاة وَصَححهُ ابْن خُزَيْمَة وَابْن حبَان وَالْحَاكِم فَهَذَا الدُّعَاء بِهَذَا اللَّفْظ ورد مُطلقًا كَمَا هُنَا وَورد مُقَيّدا بإذكار الصَّلَاة وَلِهَذَا ذكره المُصَنّف فِي الْبَابَيْنِ وَفِيه طلب الْإِعَانَة من الرب سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى على هَذِه الثَّلَاثَة الْأُمُور وَهِي الذّكر لله عز وَجل وَالشُّكْر لَهُ وَحسن عِبَادَته فَإِنَّهُ لَا يَقُول بهَا إِلَّا الموقنون المعانون من الله عز وَجل لِأَن الذّكر إِذا وَقع مَعَ حُضُور وخشوع وتذلل كَانَ لَهُ موقع غير موقع الدُّعَاء مَعَ الذهول وَعدم الْحُضُور وَعدم الْخُشُوع وَعدم التذلل والمراقبة وَهَكَذَا الشُّكْر فَإِنَّهُ لَا يقوم بِهِ إِلَّا من استحضر نعم الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعرف مقدارها وشكرها عَن خلوص وإقبال وتطابق على الشُّكْر لِسَانه وَقَلبه وأركانه وَهَكَذَا الْعِبَادَة فَإِنَّهُ لَا يَهْتَدِي لحسنها وإحسانها إِلَّا الراغبون فِي الْخَيْر المقبلون على الله عز وَجل الطالبون لما لَدَيْهِ من الثَّوَاب الجزيل وَالعطَاء الْجَلِيل //
(اللَّهُمَّ أحسن عاقبتنا فِي الْأُمُور كلهَا وأجرنا من خزي الدُّنْيَا وَعَذَاب الْآخِرَة (حب)) // الحَدِيث أخرجه ابْن حبَان كَمَا قَالَ المُصَنّف رَحمَه الله وَهُوَ من حَدِيث بسر بن أَرْطَاة رَضِي الله عَنهُ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول اللَّهُمَّ أحسن عاقبتنا فِي الْأُمُور كلهَا وأجرنا من خزي الدُّنْيَا وَعَذَاب الْآخِرَة وَصَححهُ ابْن حبَان وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث أَحْمد فِي مُسْنده وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَصَححهُ وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير قَالَ فِي مجمع الزَّوَائِد وَإسْنَاد أَحْمد وَأحد إسنادي الطَّبَرَانِيّ ثِقَات انْتهى وَلَفظ الطَّبَرَانِيّ من كَانَ دعاؤه اللَّهُمَّ أحسن عاقبتنا فِي الْأُمُور كلهَا وأجرنا من خزي الدُّنْيَا وَعَذَاب الْآخِرَة مَاتَ قبل أَن يُصِيبهُ الْبلَاء وَلِهَذَا ذكره المُصَنّف معزوا إِلَى الطَّبَرَانِيّ بِهَذَا اللَّفْظ فِي الْبَاب الثَّانِي كَمَا تقدم وَقد قدمنَا هُنَالك مَا ورد من الْأَحَادِيث الَّتِي فِيهَا ذكر حسن الخاتمة
وَهَذَا الدُّعَاء من جَوَامِع الْكَلم لِأَنَّهُ إِذا أحسن الله تَعَالَى عَاقِبَة العَبْد فِي الْأُمُور كلهَا فَازَ فِي جَمِيع أُمُوره وَوَقعت أَعماله مرضية مَقْبُولَة وجنبه مَا لَا يرضيه ووفقه وسدده وثبته حَتَّى تحسن عَاقِبَة أُمُوره ثمَّ قَالَ وأجرنا من