روحي وَفِي خلقي وَفِي أَهلِي وَفِي محياي وَفِي مماتي اللَّهُمَّ تقبل
حسناتي وَأَسْأَلك الدَّرَجَات العلى من الْجنَّة آمين قَالَ فِي مجمع الزَّوَائِد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَرَوَاهُ فِي الْأَوْسَط وَرِجَال الْأَوْسَط ثِقَات
استفتح رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا الدُّعَاء بسؤاله عز وَجل خير الْمَسْأَلَة وَخَيرهَا أقواها تَأْثِيرا فِي الْإِجَابَة وأحسنها جمعا للمطلوب الَّذِي العَبْد أحرج إِلَيْهِ من غَيره وَهَكَذَا خير الدُّعَاء وَالْمرَاد أَنه طلب من الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَن يرشده إِلَى خير الْمَسْأَلَة الَّتِي يسْأَل بهَا عز وَجل وَإِلَى خير الدُّعَاء الَّذِي يَدعِي بِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَسَأَلَهُ خير النجاح أَي التَّمام والكمال وَخير الْعَمَل الَّذِي يعمله فَإِن خير الْعَمَل هُوَ أَكثر الْأَعْمَال ثَوابًا وَسَأَلَهُ أَن يُثبتهُ خير الثَّوَاب الَّذِي يُثَاب بِهِ الْعباد على أَعْمَالهم وَسَأَلَهُ خير الْحَيَاة وَخَيرهَا أَن يكون فِي طَاعَة الرب سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَاجْتنَاب مَعَاصيه وَسَأَلَهُ خير الْمَمَات وَهُوَ أَن يَمُوت مرضيا عَنهُ مغفورا لَهُ مثابا متثبتا مَخْتُومًا لَهُ بالسعادة وبكلمة الشَّهَادَة ثمَّ سَأَلَهُ أَن يُثبتهُ وَحذف الْمَفْعُول مشْعر بالتعميم فَيشْمَل التثبيت فِي جَمِيع الْأَفْعَال والأقوال وَسَأَلَهُ أَن يثقل مَوَازِينه بِكَثْرَة الْحَسَنَات حَتَّى ترجح حَسَنَاته على سيئاته فَإِنَّهُ يكون بذلك الْفَوْز والسعادة وَسَأَلَهُ أَن يُحَقّق إيمَانه أَي يَجعله ثَابتا قَوِيا فَإِن قُوَّة الْإِيمَان سَبَب للرضا بِالْقضَاءِ وللاذعان لأحكام الْقدر وَذَلِكَ أصل كَبِير يُوجب الْفَوْز بالسعادة وَسَأَلَهُ أَن يرفع دَرَجَته أَي فِي الدَّار الْآخِرَة وَيُمكن أَن يكون الْمَقْصُود رَفعهَا فِي الدَّاريْنِ لِأَن رَفعهَا فِي الدُّنْيَا لمثل الْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ يكون سَببا لقبُول قَوْلهم وامتثال مَا يرشدون إِلَيْهِ من الْحق وَسَأَلَهُ أَن يتَقَبَّل صلَاته لِأَن الصَّلَاة هِيَ رَأس الْإِيمَان وأساسه وقبولها يسْتَلْزم قبُول غَيرهَا وَسَأَلَهُ غفران خطيئته لِأَن من غفر الله لَهُ ذنُوبه فقد ظفر بأعظم المطالب وَأَرْفَع الْمَرَاتِب ثمَّ سَأَلَهُ الدَّرَجَات العلى من الْجنَّة وتمم هَذَا الدُّعَاء بالتأمين فَإِنَّهُ تَأْكِيدًا لما قبله وَقد تقدم مَا ورد فِي التَّأْمِين فَإِنَّهُ تَأْكِيد لما قبله وَقد تقدم مَا ورد فِي التَّأْمِين على الدُّعَاء ثمَّ سَأَلَهُ فواتح الْخَيْر وخواتمه فَجمع بَين طرفِي الْخَيْر ثمَّ سَأَلَهُ بعد ذَلِك جوامعه لِأَن مَا يجمع الْأَمر المتفرق هُوَ أقرب إِلَى ضَبطه وأسهل لتيسره