وَمَعْلُوم أَن من لم يكن فِي حَيَاته إِلَّا الْوُقُوع فِي الشرور فالموت خير لَهُ من الْحَيَاة وراحة لَهُ من محنها //
(رب أَعنِي وَلَا تعن عَليّ وَانْصُرْنِي وَلَا تنصر عَليّ وامكر لي وَلَا تَمْكُر عَليّ واهدني وَيسر الْهدى لي وَانْصُرْنِي على من بغى عَليّ رب اجْعَلنِي لَك ذكارا لَك شكارا لَك رهابا لَك مطواعا لَك مخبتا إِلَيْك أواها منيبا رب تَوْبَتِي واغسل حوبتي وأجب دَعْوَتِي وَثَبت حجتي واهد قلبِي وسدد لساني واسلل سخيمة صَدْرِي (حب. عه)) // الحَدِيث أخرجه الْأَرْبَعَة أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَابْن حبَان كَمَا قَالَ المُصَنّف رَحمَه الله وَهُوَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول رب أَعنِي الحَدِيث الخ وَهَذَا لفظ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ بعد إِخْرَاجه حَدِيث حسن صَحِيح وَصَححهُ أَيْضا ابْن حبَان وَالْحَاكِم (قَوْله وامكر لي وَلَا تَمْكُر عَليّ) أَي أَعنِي على أعدائي بإيقاع الْمَكْر مِنْك عَلَيْهِم لَا عَليّ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {ومكروا ومكر الله وَالله خير الماكرين} وَقيل إِنَّمَا ذكر الْمَكْر من الله فِي هَذِه الْآيَة وأمثالها من بَاب المشاكلة وَلَا حَاجَة إِلَى ذَلِك وَالْكَلَام فِي هَذِه طَوِيل وَلَا يَأْتِي بطائل (قَوْله رب اجْعَلنِي لَك ذكارا) أَي كثير الذّكر لَك كَمَا تفيده صِيغَة الْمُبَالغَة وَهَكَذَا قَوْله لَك شكارا أَي كثير الشُّكْر وَهَكَذَا رهابا أَي كثير الرهبة وَكَذَا لَك مطواعا أَي كثير الطَّاعَة لأمرك والانقياد إِلَى قبُول أوامرك ونواهيك وَفِي تَقْدِيم الْجَار وَالْمَجْرُور فِي جَمِيع هَذِه الْأُمُور دلَالَة على الِاخْتِصَاص (قَوْله مخبتا) من الإخبات وَهُوَ الْخُشُوع والتواضع والخضوع وَالْمعْنَى اجْعَلنِي لَك خَاشِعًا خاضعا متواضعا والأواه هُوَ كثير الدُّعَاء والتضرع والبكاء والمندب هُوَ الرَّاجِع إِلَى الله فِي أُمُوره (قَوْله حوبتي) يفتح الْحَاء الْمُهْملَة وَضمّهَا وَهُوَ الْإِثْم (قَوْله وَثَبت حجتي) أَي قو إيماني بك وثبتني على الصَّوَاب عِنْد السُّؤَال (قَوْله وسدد لساني) السداد الِاعْتِدَال فِي الْأَمر وإيقاعه على الصَّوَاب (قَوْله واسلل سخيمة صَدْرِي) السخيمة بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَكسر الْخَاء الْمُعْجَمَة هِيَ الحقد وَالْمعْنَى أخرج الحقد من صَدْرِي هَذَا