شَرّ مَا خلق) فَقلت حَتَّى فرغت مِنْهَا ثمَّ قَالَ قل قلت وَمَا أَقُول قَالَ قل أعوذ بِرَبّ النَّاس قلت قل أعوذ بِرَبّ النَّاس حَتَّى فرغت مِنْهَا فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَكَذَا يتَعَوَّذ فَمَا تعوذ الْعباد بمثلهن قطّ وَأخرج أَحْمد بن منيع فِي مُسْنده قَالَ حَدثنَا يُوسُف بن عَطِيَّة قَالَ حَدثنَا هرون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من قَرَأَ المعوذات فَكَأَنَّمَا قَرَأَ جَمِيع مَا أنزل على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد كَانَ عبد الله بن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ لَا يثبت هَاتين السورتين فِي مصحفه كَمَا روى عبد الله بن أَحْمد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد يَعْنِي النَّخعِيّ قَالَ كَانَ عبد الله بن مَسْعُود يحك المعوذتين من مصاحفه وَيَقُول إنَّهُمَا ليستا من كتاب الله تَعَالَى وَرِجَال إِسْنَاد عبد الله بن أَحْمد رجال الصَّحِيح وَرِجَال إِسْنَاد الطَّبَرَانِيّ ثِقَات وَهَكَذَا أخرج الْبَزَّار فِي مُسْنده أَن ابْن مَسْعُود كَانَ يحك المعوذتين من الْمُصحف وَيَقُول إِنَّمَا أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يتَعَوَّذ بهما وَكَانَ عبد الله لَا يقْرَأ بهما وَرِجَال إِسْنَاده ثِقَات وَهَكَذَا أخرج الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد رِجَاله ثِقَات قَالَ الْبَزَّار لم يُتَابع عبد الله بن مَسْعُود أحد من الصحاب وَقد صَحَّ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انه قَرَأَ بهما فِي الصَّلَاة وأثبتتا فِي الْمُصحف انْتهى
قلت وَقد تقدم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فيهمَا أَنَّهُمَا خير سورتين قرئتا وَتقدم أمره بِالْقِرَاءَةِ بهما وَهَذِه خاصية من خَواص الْقُرْآن وَتقدم أَيْضا أَن من قرأهما فَكَأَنَّمَا قَرَأَ جَمِيع مَا أنزل على مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأجْمع على ذَلِك الصَّحَابَة وَجَمِيع أهل الْإِسْلَام طبقَة بعد طبقَة والصحابي بشر وَلَيْسَ قَوْله حجَّة فِي مثل هَذَا على فرض عدم مُخَالفَته لما ثَبت عَن الشَّارِع فَكيف وَقد خَالف هَهُنَا السّنة الثَّابِتَة وَالْإِجْمَاع الْمَعْلُوم //
الْبَاب الْعَاشِر
فِي أدعية صحت عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مطلقات غير مقيدات