أَقُول قد ذكره فِي موضِعين هُنَالك وشرحناه وَهُوَ ثَابت فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا وَقد بَينا هُنَالك الْوَجْه فِي تَسْمِيَته سيد الاسْتِغْفَار
(مَا من حافظين يرفعان إِلَى الله فِي كل يَوْم صحيفَة فَيرى فِي أول الصَّحِيفَة وَفِي آخرهَا اسْتِغْفَارًا إِلَّا قَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى قد غفرت لعبدي مَا بَين طرفِي هَذِه الصَّحِيفَة (ز)) // الحَدِيث أخرجه الْبَزَّار كَمَا قَالَ المُصَنّف رَحمَه الله وَهُوَ من حَدِيث أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا من حافظين يرفعان الحَدِيث الخ قَالَ فِي مجمع الزَّوَائِد وَفِي إِسْنَاده تَمام ابْن نجيح وَثَّقَهُ ابْن معِين وَغَيره وَضَعفه البُخَارِيّ وَبَقِيَّة رِجَاله رجال الصَّحِيح وَكَانَ يحسن من المُصَنّف رَحمَه الله أَن يَجْعَل هَذَا الحَدِيث وَالَّذِي بعده متصلين بِحَدِيث من أحب أَن تسرهُ صَحِيفَته فليكثر فِيهَا من الاسْتِغْفَار وَلِهَذَا قدمنَا ذكر هَذَا الحَدِيث هُنَالك وَفِيه دَلِيل على مَشْرُوعِيَّة الْإِكْثَار من الاسْتِغْفَار لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عِنْد عرض الْمَلَائِكَة لصحائف أَعمال عباده عَلَيْهِ يغْفر لصَاحب الصَّحِيفَة بِمُجَرَّد وُقُوع كتب الاسْتِغْفَار فِي أَولهَا وَفِي آخرهَا وَيَنْبَغِي أَيْضا أَن يكون الاسْتِغْفَار عنوان الْأَعْمَال الَّتِي يخْشَى العَبْد من عقابها كَمَا يَنْبَغِي أَن يكون فِي خاتمتها //
(طُوبَى لمن وجد فِي صَحِيفَته اسْتِغْفَارًا كثيرا (ق)) // الحَدِيث أخرجه ابْن مَاجَه كَمَا قَالَ المُصَنّف رَحمَه الله وَهُوَ من حَدِيث عبد الله بن بشر رَضِي الله عَنهُ قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول طُوبَى لمن وجد فِي صَحِيفَته اسْتِغْفَارًا كثيرا وَإسْنَاد ابْن مَاجَه صَحِيح وَهَكَذَا صَححهُ الْمُنْذِرِيّ وَغَيره (قَوْله اسْتِغْفَارًا كثيرا) هَكَذَا فِي نسخ هَذَا الْكتاب بِنصب اسْتِغْفَارًا على أَنه مفعول بِهِ وَأَن الْفِعْل وَهُوَ وجد مَبْنِيّ للمعلوم وَفِي غير هَذَا الْكتاب بِرَفْع اسْتِغْفَار على أَن الْفِعْل مَبْنِيّ للْمَجْهُول وَهَذَا أقوى وَأولى لِأَن الْمَقْصُود وجود ذَلِك فِي الصَّحِيفَة لأي وَاحِد كَانَ من ملك أَو بشر لَا وجود ذَلِك لصَاحب الصَّحِيفَة نَفسه وَإِن كَانَ لَا بُد أَن يجدهَا يَوْم الْحساب //