هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ التِّرْمِذِيّ بعد أَن أخرجه حَدِيث غَرِيب وَأخرجه أَيْضا الْحَاكِم من حَدِيثه فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَأقرهُ الذَّهَبِيّ وَأخرجه الْحَاكِم أَيْضا فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث سلمَان رَضِي الله عَنهُ وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد (قَوْله وَالْكرب) بِضَم الْكَاف وَفتح الرَّاء جمع كربَة وَهِي مَا يَأْخُذ النَّفس من الْغم (قَوْله فليكثر الدُّعَاء فِي الرخَاء) أَي فِي حَال الصِّحَّة والرفاهية والأمن من المخاوف والسلامه من المحن قَالَ الْحلَبِي المُرَاد بِهَذَا الدُّعَاء فِي الرخَاء هُوَ دُعَاء الشِّفَاء وَالشُّكْر وَالِاعْتِرَاف بالمنن وسؤال التَّوْفِيق والمعونة والتأييد وَالِاسْتِغْفَار لعوارض التَّقْصِير فَإِن العَبْد وَإِن أجتهد لم يعرف مَا عَلَيْهِ من حُقُوق بِاللَّه بِتَمَامِهَا وَمن غفل عَن ذَلِك فَلَا حَظّ لَهُ وَكَانَ مِمَّن صدق عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {فَإِذا ركبُوا فِي الْفلك دعوا الله مُخلصين لَهُ الدّين فَلَمَّا نجاهم إِلَى الْبر إِذا هم يشركُونَ} انْتهى وَالْأولَى أَن يُقَال كَانَ مِمَّن صدق عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {وَإِذا مس الْإِنْسَان ضرّ دَعَا ربه منيبا إِلَيْهِ ثمَّ إِذا خوله نعْمَة مِنْهُ نسي مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ من قبل} الْآيَة وَقَوله تَعَالَى فِي الْآيَة الْأُخْرَى {وَإِذا أنعمنا على الْإِنْسَان أعرض ونأى بجانبه وَإِذا مَسّه الشَّرّ فذو دُعَاء عريض} وَقَوله تَعَالَى {وَإِذا مس الْإِنْسَان الضّر دَعَانَا لجنبه أَو قَاعِدا أَو قَائِما فَلَمَّا كشفنا عَنهُ ضره مر كَأَن لم يدعنا إِلَى ضرّ مَسّه} //
(الدُّعَاء سلَاح الْمُؤمن وعماد الدّين وَنور السَّمَوَات وَالْأَرْض (مس)) // الحَدِيث أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك كَمَا قَالَ المُصَنّف رَحمَه الله وَهُوَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد وَأخرجه أَبُو يعلى من حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ بِهَذَا اللَّفْظ وَأخرج أَبُو يعلى من حَدِيث جَابر رَضِي الله عَنهُ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَلا أدلكم على مَا ينجيكم من عَدوكُمْ ويدر لكم أرزاقكم تدعون الله فِي ليلكم ونهاركم فَإِن الدُّعَاء سلَاح الْمُؤمن (قَوْله الدُّعَاء سلَاح الْمُؤمن) فِيهِ تَشْبِيه الدُّعَاء بِالسِّلَاحِ الَّذِي يُقَاتل بِهِ صَاحبه الْعَدو فَإِن هَذَا الدَّاعِي كَأَنَّهُ بِالدُّعَاءِ يُقَاتل مَا يعتوره من المصائب وَمَا يخشاه من سوء العواقب وَمَا أفخم الحكم على الدُّعَاء بِأَنَّهُ عماد الدّين وَبِأَنَّهُ نور