النَّوَوِيّ فِي الْأَذْكَار صفة هَذِه الصَّلَاة بعد ذكره لهَذَا الحَدِيث (قَوْله وَصَلَاة الْغَفْلَة)
أَقُول صَلَاة الْغَفْلَة هَذِه لم نجدها مَذْكُورَة فِي الْكتب الْمُدَوَّنَة فِي الموضوعات فلعلها صَلَاة اشتهرت فِي عهد المُصَنّف جَاءَ بهَا بعض الْكَذَّابين من الْعَوام (قَوْله وَأما صَلَاة الرغائب أول خَمِيس فِي رَجَب) أَقُول هَذِه الصَّلَاة مكذوبة مَوْضُوعَة وَقد روى الْوَاضِع لَهَا حَدِيثا طَويلا وَأَنه يُصَلِّي فِي أول خَمِيس من رَجَب فِي اللَّيْلَة الَّتِي بعده وَهِي لَيْلَة الْجُمُعَة بَين العشاءين اثْنَتَيْ عشرَة رَكْعَة يقْرَأ فِي كل رَكْعَة فَاتِحَة الْكتاب و {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَة الْقدر} ثَلَاثًا و {قل هُوَ الله أحد} اثْنَتَيْ عشرَة مرّة يفصل بَين كل رَكْعَتَيْنِ بِتَسْلِيمَة وَقد سقنا مَا قيل فِي ذَلِك فِي الْفَوَائِد الْمَجْمُوعَة فِي الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة وَقد اتّفق الْحفاظ أَنَّهَا مَوْضُوعَة كَمَا قَالَ الْمجد صَاحب الْقَامُوس فِي مُخْتَصره الَّذِي أَلفه فِي الموضوعات وَكَذَا قَالَ الْمَقْدِسِي وَهِي أبطل من أَن يتَكَلَّم فِي بُطْلَانهَا وَلَكِن لما وَقع من الْخَطِيب وَابْن الصّلاح كَلَام فِي شَأْنهَا اقْتضى ذَلِك بَيَان بُطْلَانهَا وَقد رد عَلَيْهِمَا من فِي عصرهما كعز الدّين بن عبد السَّلَام رَحمَه الله وَغَيره من الْحفاظ وَجمع ابْن حجر الهيثمي كتابا سَمَّاهُ الْإِيضَاح وَالْبَيَان لما جَاءَ فِي صَلَاة الرغائب وَلَيْلَة النّصْف من شعْبَان وَقد وقفنا على هَذَا الْكتاب وَلَيْسَ فِيهِ شَيْء يُفِيد ثُبُوت صَلَاة الرغائب وَلَا ثُبُوت صَلَاة لَيْلَة النّصْف من شعْبَان وَأما مُجَرّد ثُبُوت وُرُود مَا يدل على فَضِيلَة الْوَقْت فَلَا مُلَازمَة بَينه وَبَين مَشْرُوعِيَّة الصَّلَاة فِيهِ (قَوْله وَصَلَاة لَيْلَة النّصْف من شعْبَان) أَقُول هَذَا حَدِيث مَوْضُوع مَكْذُوب فِيهِ على من صلى مائَة رَكْعَة فِي لَيْلَة النّصْف ن شعْبَان يقْرَأ فِي كل رَكْعَة بِفَاتِحَة الْكتاب و {قل هُوَ الله أحد} عشر مَرَّات إِلَّا قضى الله لَهُ حَاجَة وَفِي أَلْفَاظه المصرحة بِثَوَاب من يفعل ذَلِك مَا يشْعر أعظم إِشْعَار وَيدل أبلغ دلَالَة على أَنه مَكْذُوب قَالَ الْمجد فِي الْمُخْتَصر حَدِيث صَلَاة لَيْلَة النّصْف من شعْبَان بَاطِل وَهَكَذَا قَالَ غَيره من أَئِمَّة هَذَا الشَّأْن وَقد أطلنا الْكَلَام فِي