وشاور المقتدر بالله مؤنساً فيمن يقلده: وقال له: قد أسمي لي الفضل بن جعفر فلم أرده، وابن مقلة فما عندك فيه. قال: هو حدث خامل، والوزارة تحتاج إلى شيخ له ذكر وفيه فضل. فقال له: محمد بن خلف النيرماني وقد بذل تحصيل ألف ألف دينار من مال النواحي في مدة أربعة أشهر. قال: هذا رجل متهور ولا يحسن أن يكتب اسمه. وأشار بمداراة علي بن عيسى. وخاطب مؤنس علي ابن عيسى، فقال: لو كنت مقيماً بالحضرة لعملت وعولت على معاونتك ومعاضدتك، فأما وأنت خارج إلى الرقة فلا يتم لي أمر. وبلغ أبا علي بن مقلة ذلك، فجد في السعي على علي ابن عيسى. وشاور المقتدر بالله نصراً الحاجب في الثلاثة الذين هم الفضل بن جعفر وابن مقلة ومحمد بن خلف النيرماني، فقال: أما الفضل فما يدفع عن محل وصناعة، ولكنك قتلت عمه بالأمس، وبنو الفرات كلهم يدينون بالرفض، ويميلون إلى القرمطي، وابن مقلة فلا هيبة له. وأشار بمحمد بن خلف، فلم يتقبله المقتدر بالله، لأن مؤنساً وهارون بن غريب نفراه منه. وعرف ابن مقلة طعن نصر الحاجب عليه، فواصل مداراته واستصلاحه، وواقف أبا عبد الله محمد بن عبدوس الجهشياري على ملاقاة أبي محمد دلويه كاتب نصر واستعانته على إصلاح صاحبه. وأشار مؤنس بأبي زنبور المادرائي، فكرهه نصر وانقاد لأبي علي بن مقلة والمشورة به، وقال: يقلد فإن استقل بما ندب إليه والإ صرف واستبدل به. فاضطر المقتدر إلى أن استوزره. وحصلت له وسيلة أخرى قوت أمره، وذاك أن المقتدر بالله كان شديد التطلع إلى معرفة أخبار أبي طاهر القرمطي، ولم يكن يقف عليها إلا من جهة الحسن ابن إسماعيل الإسكافي عامل الأنبار وما يكتبه منها إلى علي بن عيسى في كل أيامه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015