الله فإن أحببت الحضور والخدمة وإلا فالله لك بالرشد. فلم يسكن وأقام على الاستتار.
ونظر علي بن عيسى في الجاري والأرزاق، فنزل أصحاب الدواوين من الثلثين إلى النصف، وجعل لأبي القاسم الكلوذاني من خمسمائة دينار كان يقبضها في كل شهر عن ديوان السواد خمسة آلاف درهم، وقرر لأبي الفتح الفضل بن جعفر عن ديوان المشرق مائة دينار في كل شهر، ولأبي علي بن مقلة عن ديوان الخاصة والمستحدثة مائة دينار. وكان حامد أجري له ثلاثة آلاف درهم في كل شهر برسم مشيخة الكتاب، وكان يقبضها إلى أن نكبه ابن الفرات. وأسقط أرزاق كل من كان يقبض برسم الدواوين من الكتاب وأولاد الكتاب الذين يحضرون ولا يعملون، وغلمان وأسباب وأصحاب الدواوين، واقتصر بالغلمان على جاري عشرة أشهر في السنة. وبأصحاب البرد والمنفقين على ثمانية أشهر. وحذف من كان جارياً بالفرسان والرجالة برسم النوبة من الكتاب والتجار ومن لا يحمل السلاح، وأرزاق الأولاد الذين في المهود، وجميع أرزاق الخدم والحشم والجلساء والندماء والمغنين وأصحاب العنايات وأرباب الشفاعات. ثم إن علي بن عيسى رأى من اختلال النواحي في وزارة أبي القاسم ابن الخاقاني وأبي العباس الخصيبي ونقصان الارتفاع، وتضاعف النفقات، وما زيده الرجالة عند ورود القرمطي وهو مائتان وأربعون ألف دينار في السنة، ما استعظم الصورة فيه، وعلم أن الأمور لا تستقيم معه، وتبين انحراف نصر الحاجب عنه لميل مؤنس المظفر إليه وقيامه بأمره. فاستعفى المقتدر بالله من النظر استعفاء دفعه عنه وقال له: أنت عندي بمنزله المعتضد بالله، ولا بد من أن تصبر وتحتمل. فترك مديدةً ثم عاود وواصل