بخلافتي اختل ما إليك منها، وليس يقوم أحد مقامك في ذلك، فينبغي أن تتوفر على ذلك فسر الكلوذاني بهذا القول لأنه خاف أن يرد ديوان السواد إلى عبد الرحمن أخيه على ما كان فعله في وزارة حامد، ويحصل هو على خلافة لا يوفيه علي بن عيسى حكمها، لأن من مذهبه أن ينظر في الأعمال بنفسه ليلاً ونهاراً. وعول على عبد الرحمن أخيه وسليمان بن الحسن في عمل من الأعمال للضمناء والعمال مما يخرجه إليهما أصحاب الدواوين، وفي مكاتبة عمال الخراج والضياع والمعاون في نواحي المغرب عنه، والنظر في سائر أعمال المغرب كما ينظر صاحب الديوان، فتحققا به ولازما مجلسه، وتجدد إشفاق هشام واستيحاشه، وذاك أنه بلغه حضور أولاد إبراهيم بن عيسى عند عمهم علي بن عيسى فلما رآهم دمعت عينه وقال: ترك أبوهم العمل معي في وزارة حامد طلباً للسلامة فلم ينفعه ذاك وأفقره ابن الفرات ثم سلمه إلى من قتله. فقال له من كان بحضرته: الذي جرى عليه من هشام مكروهاً وشتما له ولآل الجراح كلهم أعظم من القتل وخفف هشام الحضور في دار علي بن عيسى، وكان ينفذ إليه الأعمال من غير أن يلقاه. وزاد ما يتأدى إليه من ذكر أصحاب علي بن عيسى له وتضريتهم إياه عليه، فاستتر وستر حرمه، ولم يعرض له علي بن عيسى، ووقع إليه بعد أيام من استتاره توقيعاً جميلاً فأجاب عنه بأنه قد كان واثقاً بتفضل الوزير عليه وصفحه عنه. وعمل على ملازمة الخدمة ألى أن أكثر أعداؤه من الإغراء به والوقيعة فيه، فأقام في منزله واثقاً بنيته ومعولاً على عفوه ورأفته. فوقع إليه: ما صرفتك أكرمك