واستثقل أكثر الناس موضعه، وضاقت صدورهم بنظره، ووقع الشروع في إفساد أمره، وتغيير رأي المقتدر بالله فيه، ورد ابن الفرات. وعرف أبو الحسن علي بن عيسى ما يجري في ذلك، فبدأ بالاستعفاء والخطاب عليه، ومواصلة القول فيه. وتحدث في دار المقتدر بالله بأن ابن الفرات شديد العلة، واتفق أن مات هارون الشاري الذي كان محبوساً في دار السلطان، وكان التدبير في أمر الشراة أن يكتم موت من يؤخذ من أئمتهم، لأنهم لا يرون إقامة غيره وهو حي، فأظهر أنه ابن الفرات وكفن وأخرجت جنازته على أنها جنازة ابن الفرات. فصلى عليه علي بن عيسى، وانصرف موجعاً إلى داره وقال لخواصه: اليوم مات الكتابة. ومضت أيام ووقف علي بن عيسى على أنه حي وقد تم السعي له مع المقتدر بالله، فعجب ابن عيسى وقال: ما ينبغي لأحد أن يحدث بكل ما يسمع، ويصدق بجميع ما يخير. فلما طالب الجند عند أخذ الحسين بن حمدان بما طالبوا به من الزيادة، واستعملوا ما استعملوه من الشغب وخرق الهيبة، وبلغ لهم في ذلك ما بلغ من الإرادة وكثرت النفقات، وتضاعفت الاستحقاقات، ولحق الشوب غلات سنة

أربع وثلاثمائة، وتأمل علي بن عيسى الأمر وخاف أن يطالب بما لا يكن له وجه، وأن يحدث من الفساد ما لا يقوم له به عذر. فوقف أملاكه، وأعتق عبيده، وشرع في الاستعفاء، وراسل في ذلك المقتدر بالله، فدفعه عنه دفعاً ووعده فيه بالمعونة على تمشية الأمور. وكان فيما وقع إلينا من رقاعه في ذلك رقعة إلى السيدة نسختها: ربع وثلاثمائة، وتأمل علي بن عيسى الأمر وخاف أن يطالب بما لا يكن له وجه، وأن يحدث من الفساد ما لا يقوم له به عذر. فوقف أملاكه، وأعتق عبيده، وشرع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015