طسوجاً، أجلها طسوج بادوريا وهو اثنا عشر رستاقاً، أجلها رستاق الكرخ وهو اثنتا عشرة قرية، وأجلها ما على دجلة، وكل جريب منه يساوي ألف دينار، ويغل ألف درهم، أفيرى أمير المؤمنين إضاعة مائتي ألف دينار يشيع خيرها فيما لا فائدة فيه؟ قال: لا والله، فاطلبوا لنا موضعاً آخر. قال: يكون ما بين الحلبة والرحبة. فتقدم بالعمل على ذلك. قال أبو بكر: وسمعت أبا الحسن بن الفرات يقول: أصل العمارة وزيادة الارتفاع حفظ البذور، ولن يتم ذلك إلا بالعدل. ويقول: الضمان يذهب بالارتفاع كما يذهب الساكن بالعقار. وسمعته يقول: سبيل العامل أن يؤدب على الزيادة في المساحة كما يؤدب على الاقتطاع منها. قال: ووقع يوماً بحضرتي إلى بعض العمال وقد رفع إليه صاحب الخبر أنه صفع واحداً من التناء لتقاعده بأداء الخراج: في الحبس للتناء مأدبة، فلا تعامل بعدها أحداً بهذه المعاملة فأُمكنه من الاقتصاص منك. قال: وسمعته يقول: أحسنت إلى بعض الأكرة والمزارعين في ناحية كحلة من طسوج الأنبار بنحو مائة درهم، فأخلف علينا ذلك عشرة آلاف دينار، وذلك أنه صار الرجل المسامح إلى بعض البلدان فذكر أنه أُحسن إليه في معاملته بمائة درهم، فرغب أهل البلد في الانتقال إلى قرى كحلة، فانتقلوا وعمروا، وارتفعت في تلك السنة بعشرة آلاف دينار، ووكيلنا فيها محمود بن صالح.

قال أبو بكر: كتبت إلى أبي الحسن بن الفرات أسأله أن يرد إلي شيئاً أتولاه وأجعل جاريه لأبي علي أبي. فوقع لي بخطه: وصلت رقعتك جعلني الله فداك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015