بالذراع السوداء اثنين وعشرين ذراعاً، والأبواب الصغار على رسمها.

وحدث محمد قال: كان أبو الحسن بن الفرات يستظهر في نفقات المصالح. ويستكثر من إعداد الآلات على الأماكن التي تخاف الحوادث منها، فلما ولى علي ابن عيسى العباس بن منصور على المصالح أظهر العفة وقلل النفقة، ونسب ابن الفرات فيما كان يفعله ألى التفريط والإضاعة. وقدر للنفقة على بزند من بزندات نهر الرفيل ثلاثون ديناراً، فلم يطلقها، وقال: نفقة هذا البزند واجبة على صاحب الضيعة لأنها قطيعة. فأحدث فعله انفجار البثق المعروف بأبي الأسود في نهر الملك، فخرج إليه إبراهيم بن عيسى وأنفق عليه سبعمائة ألف درهم، وذهب من ارتفاع السلطان ببهرسير والرومقان وإيغار يقطين أضعاف ذلك، وكثرت البثوق والجبايات في نفقاتها والمضرة بحوادثها.

وحدث أبو بكر بن ثوابة قال: سمعت أبا الحسن بن الفرات يقول: حدثني أبو العباس أخي قال: قال لي عبيد الله بن سليمان: قد ألح علي أمير المؤمنين بأن أجعل بالجانب الغربي بإزاء داره ميداناً يكون تكسيره مائتي جريب. فقلت: أعوذ بالله أيها الوزير من ذلك. قال: فإني لا أجترئ على مخالفته ومراجعته. قال له أبو العباس: فإذا عاود فاذكرني له لأعرفه ما في ذلك عليه. فعاود المعتضد بالله عبيد الله بن سليمان وضجر عليه من تأخيره ما أمره به. فقال: يا أمير المؤمنين، بالباب أحمد بن محمد بن الفرات، فإذا شرفه أمير المؤمنين بالوصول إلى حضرته ذكر ما عنده في ذلك. فأذن له، فحضر وسلم وخدم، فقال له المعتضد بالله: ما عندك؟ فقال: طساسيج السواد يا أمير المؤمنين أربعة وعشرون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015