بقربه إلى أن يدعوهما، وأحضر ابناً لبدر اللاني كان من أحد خلفاء الحجاب، وسأله عما عنده من الحسبانات التي لوكلائهم بنواحي القصر. فذكر أن الأملاك والضياع لما خرجت عن أيديهم أقلوا المراعاة للحسبانات فذهبت وهلكت، ولم يبق منها باق. فقال له: امض إلى دارك وسل وفتش وأحضر ما تجده. فمضى وعاد بعد ساعة ومعه حساب ذكر أنه وجده لبعض وكلائهم، فأخذه منه وسلمه إلى أبي منصور عبد الله بن جبير وكان بين يديه، وقال له: تصفحه وانظر هذا الحق من الأجمة كيف أورد، وإلى أي شيء نسب. فقرأه أبو منصور ورده إليه وقال: ما لهذا الحق ذكر فيه. فقال: هذا محال، وأخذ الحساب وقرأه وتأمله تأملاً استوفاه ثم وضع يده وقد تصفح ثلثيه على موضع وقال: ها هنا يجب أن يكون ما تطلبه منسوباً إلى وجهه. ووقف ساعة ثم دعا بالخادم والوكيل وقال لهما: هذا الحد منسوب إلى الإلجاء لا إلى الملك. أفتعرفان في يد من كانت هذه الأجمة من قبل؟ قالا: لا. قال: كانت في يد فلان في سنة إحدى وأربعين ومائتين، ثم انتقلت في سنة ثلاث وخمسين إلى يد فلان، ثم انتقلت في سنة أربع وستين إلى إبراهيم بن فورعره، ثم انتقلت في سنة خمس وثمانين إلى فلان. ولم يزل يذكر حالها وقتاً بعد وقت إلى أن دخلتها يد بدر اللاني. قال المحدث بهذا الخبر: فقلت لإنسان كان إلى جانبي: كيف يذكر الوزير سنة إحدى وأربعين وفيها مولده؟ ورأى شفتي تتحركان بالقول، فقال لي: ما قلت؟ ودافعته فكرر سؤالي وقال لي: قل ما قلت. فصدقته عنه فقال: أحسنت بارك الله عليك فيما تأملت وتتبعت. إني لما دخلت الديوان في حال الحداثة كان أستاذي الذي أخدمه أسن من فيه، فكنت أذا مر بي رسم كان من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015