قبل سألته عنه وحفظت ما يقوله فيه، أو جرى شيء في أيامي حفظته، وكان هذا مما عرفنيه. وحكم بالملك لولد المكتفي بالله، وطالبه صاحبهم بتسليم ما اعتيق من ثمن الصيد، فوقع بذلك، وكتب إلى المقتدر بالله بما كشفه وحكم به.
وحدث أبو عبد الله زنجي قال: توفي أبو عيسى أحمد بن محمد بن خالد المعروف بأخي أبي صخرة في يوم الأربعاء لسبع ليال بقين من شعبان سنة إحدى عشرة وثلاثمائة في وزارة أبي الحسن علي بن محمد بن الفرات، وخلف أموالاً وأملاكاً كثيرة، ولم يخلف ولداً. فتعرض أصحاب المواريث لتركته، وبلغ أبا الحسن بن الفرات ذلك فأنكره، ومضى إلى المقتدر بالله وقال له: قد كان المعتضد بالله والمكتفي بالله رفعا المواريث وأزالاها وأنت أولى من أمضي فعلهما وأجرى سننهما. فأمره بفعل ذلك والتقدم به، وفعل وأزال التوكيل عن دار أبي عيسى أخي أبي صخرة والاعتراض عما خلفه، وسلم جميعه إلى الورثة، وأشهد عليهم بتسلمه. وأمر بأن يكتب إلى العمال في سائر النواحي برفع المواريث، فكتب أبو الحسن محمد بن جعفر بن ثوابة بما نسخته: أما بعد، فإن أمير المؤمنين يؤثر في الأمور كلها ما قربه من الله جل جلاله ومن طاعته ما اجتلب له منه جزيل مثوبته، وحسنت به العائدة على كافة خليقته ورعيته، لما جعل الله عليه نيته من العطف عليها، وإيصال المنافع إليها،