الإرجاف، وما يتحدث به من كون الاختلاط، وما جرى عليك حين أخذت من المكروه الغليظ في جسمك، وأنك تخاف أن يلحقك مثله فتتلف وتستأذنه في التعالل والتأخر. فإني ألازم الديوان مع خليفتك أبي محمد المادرائي ولا أفارقه حتى يقضي الله بما هو قاض. قال: نعم. واجتمعنا من غد فخلا معي وقال لي: جاريت الوزير ما جرى بيننا على جهته فقال لي: من قال لك هذا؟ فإنه قد صدق فيه وأصاب، ونصح لك في الرأي، لأن أبا معشر حكم في مولدي بنكبة مريخية في سنة سبعين، وهذه سنة سبعين، وقد بقي من الأيام إلى الوقت الذي قاله أبو معشر كذا وكذا يوماً؛ قلت: فلان. قال: قد سرني أن كان في هذه المنزلة من الصناعة، فاقبل ما أشار به ولا تخالفه، فأنا ماض الآن لأستتر، فالزم أنت الديوان ولا تخل به، ومن سألك عني عرفه أنني عليل حتى ننظر ما يكون. قلت: استخر الله. ثم مضى واستتر أياماً، ثم لم أشعر به إلا وقد حضر الديوان، فسألته عن سبب حضوره مع قرب المدة. قال: أرجو ألا يكون لما حكمت به وحذرت منه أصل، ومتى تطاول انقطاعي عن صاحبي لم آمن من فساده علي. فما مضت شهد الله خمسة أيام حتى قبض على ابن الفرات، وكان تقديري له أن ينكب في يوم الاثنين، فنكب في يوم الثلاثاء بعد يوم التقدير، وحصل في الحبس، وأفلت أبو بشر. فحدثني الموكل كان بابن الفرات قال: مكث أياماً كاسف البال شديد الاشفاق، حتى إذا كان يوم ضربت فيه عنقه جزع جزعاً شديداً وقال لي: ويحك، جاء الوزير اليوم؟ قلت: لا. قال: أرجو الله وأتوكل عليه. فسألته عن قصته. قال: قد حكم لي أبو معشر في مولدي أنني متى سلمت