المجري أسقطوا نحو خمسمائة دينار، فوقع على ظهره: إن كان هؤلاء أسنوا وأصيبوا في طاعة السلطان وخدمته فليمض أمرهم، أو كانوا بدلاء ودخلاء أقيموا مقام غيرهم فليصدق عن صورتهم. ثم أتبع ذلك بأن قال: أمض أمر جماعتهم، ولا تسقط أحداً منهم فإنني أكره أن أقطع معيشة إنسان.
وعمل قوم من الكتاب لأحمد بن العباس بن عيسى بن شيخ وكان رجلاً كبيراً مغفلاً توقيعاً بتضمينه آمد وجميع ما كان إلى عيسى بن شيخ وتقلد. ونقل غلمانه من برسم الأحرار إلى رسم المماليك، وزيادته في أرزاقه وأرزاق من معه، وضم جماعة من الرجال إليه، وصار الشيخ إلى ديوان المغرب، وتنجز الكتب وأخرجت له الخروج، وبينما هو في ذلك شك أبو أحمد المحسن في بعض ما عرض عليه، واستثبت أباه فيه، فأنكره واستعظم الإقدام عليه بمثله، وأمر بإحضار الشيخ. فلما حضر غلظ عليه في القول وقال له: ما حملك على هذا القول؟. فقال: خدمتك وأن أظهر كفايتي عندك، وأراك قد استكثرت لي هذا العمل، وهذا بلد لم نزل نتولاه، وقد تقلده أخي وابن أخي وما أنا بدونهما. وأقبل يخاطبه مخاطبة المحاج المناظر لا الجاني المحاذر. فضحك منه عندما سمعه من قوله. وعلم أنه استغفل واحتيل عليه. فقال له: عرفني من أخرج هذه التوقيعات لك، فأقر على جماعة من الكتاب، أحضر بعضهم وحبسوا أياماً ثم أطلقوا، ولم يعرض للشيخ ولا لحقه منه مكروه. وحدث محدث أن بنات محمد بن سعيد الأزرق الأنباري الكاتب الذي