له خلص عمه، وإن كانت لنا خلصه عمه. وليس كذلك. فإنه لات حين مناص صار إلى القوم. فلما لم ير ابن الفرات قال لمحمد بن داود: ما فعل ابن الفرات؟ قال له: وأية فائدة في حضوره؟ قال: كل فائدة، وستعلم ما تكون عواقب تأخره وأنه لا يكون هلاك الجماعة إلا على يده. فكأن قوله وافق قدراً. ولما انتقض أمر ابن المعتز ووزر أبو الحسن بن الفرات وأُخذ علي بن عيسى ومحمد بن عبدون وحملا إلى دار بدر اللاني، كتباً رقعة إلى ابن الفرات ترجماها: لعبديه محمد بن عبدون وعلي بن عيسى. فعاد الجواب: فهمت هذه الرقعة يا أبا الحسن علي بن عيسى أطال الله بقاءك. وأدام عزك وسعادتك، وأنت تعلم ما يلزمني من حقك، وما أنا عليه لك، ولن أدع ممكناً في تخليصك واستنقاذك وردك إلى أفضل ما كنت عليه إلا أتيته وبلغته وقضيت حقك به. ولم يذكر محمد بن عبدون بشيء، فلما وقفا على ذلك لطم محمد بن عبدون على رأسه وقال: قتلني والله. وكان الأمر كما قال: ولم يدع ابن الفرات المنافسة في الرئاسة والغيرة على الوزارة حتى نفي علي بن عيسى إلى مكة. وحدث عبد الرحمن قال: لما ثقل علي أبي الحسن بن الفرات أمر سوسن وبلغه عنه عمله على الإيقاع به وشروعه لمحمد بن عبدون في الوزارة، خوف المقتدر