وقال الخلال: حدثنا إسماعيل بن إسحاق الثقفي النيسابوري أن أبا عبد الله سئل عن رجل له جار رافضي يسلم عليه، قال: لا، وإذا سلم عليه لا يرد عليه.
وقال أبو داود رأيت أحمد سلم عليه رجل من أهل بغداد ممن وقف فيما بلغني فقال: أغرب لا أرينك تجيء إلى بابي. في كلام غليظ ولم يرد عليه السلام وقال له: ما أحوجك أن يصنع بك ما صنع عمر بصبيغ.
وقال أبو داود أيضا حدثنا حمزة بن سعيد المروزي قال: قال أبو بكر بن عياش من زعم لك أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو لله لا تجالسه ولا تكلمه.
وقال أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الخالق الوراق في كتاب الورع سألت عبد الوهاب يعني الوراق: يجالس من لا يكفر الجهمية قال: لا يجالسون ولا يكلمون المرء على دين خليله. وروى أبو نعيم في الحلية عن اسماعيل الطوسي قال: قال ابن المبارك: إياك أن تجلس مع صاحب بدعة. وروى أبو نعيم أيضا عن عبد الله بن عمر السرخسي قال: إن الحارث قال: أكلت عند صاحب بدعة أكلة فبلغ ذلك ابن المبارك فقال: لا كلمتك ثلاثين يوما.
وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في رواية عبدوس بن مالك العطار: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والاقتداء بهم وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء، وذكر تمام الرسالة.