أَبُو الْحسن عَليّ بن عبد الْعَزِيز الْجِرْجَانِيّ لنَفسِهِ: مَا تطعمت لَذَّة الْعَيْش حَتَّى ... صرت فِي وَحْدَتي لكتبي جَلِيسا لَيْسَ شَيْء أجلّ عِنْدِي من نف ... سي، فَلم أَبْتَغِي سواهَا أنيسا إِنَّمَا الذل فِي مُوَاصلَة النا ... س، فدعها، وعش كَرِيمًا رَئِيسا وأنشدني أَبُو مُحَمَّد العبدلكاني لنَفسِهِ فِي بَاب الْهزْل والإحماض: يلومونني فِي وَحْدَتي والومهم ... وَلَو أنصفوني صوّب الرَّأْي من لحا وحسبك من فضل التوحد أَنه ... إِذا ضَاقَ بطن الْمَرْء بِالرِّيحِ سرّحا
: كَانَ الْكِنْدِيّ يَقُول: من جاد بِمَالِه فقد جاد بِنَفسِهِ، لِأَنَّهُ يجود بِمَا لَا قوام لَهَا إِلَّا بِهِ. وَكَانَ يَقُول: قَول لَا يدْفع البلا، وَقَول نعم يزل النعم. وَكَانَ أَبُو الْأسود يَقُول: لَو لم نبخل على السُّؤَال بِمَا يسألوننا لَكنا أَسْوَأ حَالا مِنْهُم. وَكَانَ سهل بن هَارُون يَقُول: عجبت لمن يُسَمِّي الْقَصْد بخلا والسرف جوداً. وَكَانَ عليّ بن الجهم يَقُول: من وهب المَال فِي عمله فَهُوَ أَحمَق، وَمن وهبه فِي عَزله فَهُوَ مَجْنُون، وَمن وهبه من كَسبه فَهُوَ جَاهِل، وَمن وهبه مِمَّا استفاده بحيلته فَهُوَ المطبوع على قلبه، الْمَأْخُوذ ببصره وسَمعه. وَكَانَ مُحَمَّد بن الجهم يَقُول: اتْرُكُوا الْجُود للملوك، فَهُوَ لَا يَلِيق