عبد الله السلَامِي المَخْزُومِي أشعر شعراء أهل الْعرَاق بعد ابْن نباتة السَّعْدِيّ. وأمير شعره، وغرة كَلَامه قَوْله من تشبيب قصيدة لَهُ فِي ابْن عباد: وَنحن أولاك نطلب من بعيد ... لعزتنا، وندرك من قريب تجرأنا على الآثام لما ... رَأينَا الْعَفو من ثَمَر الذُّنُوب قَالَ: وَكَانَ ابْن عباد يَقُول إِذا أنْشد هَذَا الْبَيْت الْأَخير: هَذَا الْمَعْنى كَانَ يَدُور فِي خواطر النَّاس، فيحومون حوله، ويرفرفون عَلَيْهِ، وَلَا يتوصلون إِلَيْهِ، حَتَّى جَاءَ السلَامِي فأفصح عَنهُ، وَأحسن مَا شَاءَ، وَلم يدر مَا رمى بِهِ.
كَانَ يُقَال: الْفقر شعار الْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ، وَكَذَلِكَ قَالَ البحتري: فقر كفقر الْأَنْبِيَاء وغربة ... وصبابة، لَيْسَ الْبلَاء بِوَاحِد وَقَالَ بعض الْحُكَمَاء: الْفَقِير مخف آمن وَلَا عَدو لَهُ، والغني مثقل خَائِف وَلَا تحصى أعداؤه. وَمن أحسن مَا قيل فِي هَذَا الْبَاب قَول أبي الْعَتَاهِيَة: ألم تَرَ أَن الْفقر يُرْجَى لَهُ الْغنى ... وَأَن الْغنى يخْشَى عَلَيْهِ من الْفقر