ولذلك أمر نبينا - عليه السلام - بالاستغفار للمؤمنين على الإطلاق, فقال الله له: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [محمد: 19] , وقال نوح - عليه السلام -، (وهو أول الرسل) (?): {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [نوح: 28] , فافتتح دعاءه باستغفار خاص له ولأهل بيته, ثم عطف عليه باستغفار عام لسائر المؤمنين, ولم يستغفر خصوصا وعموما إلا لمن هو مؤمن. (ق.108.ب)
وأما الكفار فقد دعا عليهم في آخر هذه الآية وفيما قبلها وهم أحياء فأجاب الله دعاءه فيهم فأغرقهم جميعا.
وهذا الدعاء منه - عليه السلام - (على قومه إنما كان للشقاوة التي سبقت في حقهم من الله تعالى، وقضى عليهم بها، ولو كان دعاؤه لهم ولم يكن عليهم لجاز، فإن) (?) الدعاء للكافر وهو في قيد الحياة بالتوفيق والخير والمغفرة جائز (?)، لأن الله تعالى إذا قبل ذلك الدعاء فيه هداه إلى الإيمان, فقد قال