في ديانتهم والتمسك بملتهم، فإذا كان هو ممن يعذب فأحرى بذلك من طال عمره وكثر وزره منهم (?) (حتى يعلم أن ذلك الحكم ليس مقصورا على أبيه في الجاهلية) (?).

ومنها حديث أبي هريرة قال: زار رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قبر أمه فبكى وأبكى من حوله فقال - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يأذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي, فزوروا القبور فإنها تذكر الموت» (?).

وهذا الحديث فيه أن النبي - عليه السلام - لم يؤذن له في الاستغفار لأمه, وإن أذن له في زيارة قبرها, وإنما لم يؤذن له في الاستغفار، لأن معناه طلب المغفرة, والمغفرة معناها العفو عن الذنوب, ولا يعفى عن المرتكب للذنوب، إلا إذا كان متصفا بالإيمان, لكون الأصل الذي هو شرط في ذلك عنده، فتغفر له الفروع التي هي الذنوب (?). (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015