ولما أهدينا إلى جريدة " السياسة " كتابنا "رسائل الأحزان في فلسفة الجمال
والحب"، كتب عنه الدكتور طه حسين في صحيفة "الأدب" - بعد مجلس كان لنا معه عند رئيس التحرير أغضبناه فيه بقولة الحق - فما زاد في كتابته على المماحكة والسفه وما عرف به من التحامل وزعمه أنه لم يفهم الكتاب، وهذا الزعم حلة قديمة فيه، لا يبالي معها أَن يُباهتَ بها نفسه ويُزري على عقله ورأيه، فقد كتب في سنة 1912 في "الجريدة" نقداً لكتابنا "حديث القمر" كان كله دائراً على أنه لم يفهم من الكتاب شيئاً، ولما جرى يومئذ في كلامه ذكر الجزء الأول في كتابنا "تاريخ آداب العرب" قال فيه
"هذا الكتاب الذي نشهد الله على أننا لم نفهمه أيضاً ثم جاء هو نفسه في سنة 1926 فخص هذا الجزء الذي أشهد الله على أنه لم يفهمه، بأجمل الثناء ونوه به أحسن تنويه في كتابه " الشعر الجاهلي " فتأمل وأعجب!
وقد رددنا في "السياسة " على نقده للرسائل بهذا الفصل، وهو أول ما
نشرته "السياسة" نقداً صريحاً على الأستاذ الفاضل، وكانت قبل ذلك في يده
كالقلعة المحصنة، تخرج منها القذائف ولا تدخل إليها. . .