تفضل الأستاذ الدكتور طه حسين بإلقاء محاضرته على تأثير الوثنية
واليهودية والنصرانية على الشعر العربي، وانتهى إلى نتيجتين:
1 - أن لا تأثير للوثنية واليهودية والنصرانية على الشعر العربي، والجاهلي
منه على الأخص.
2 - أن ما وجد من الشعر مشتملاً على مبادئ الوثنية أو اليهودية أو
النصرانية إنما هو مدسوس على من نسب إليهم، وإنه لم يكن موجوداً في
عصرهم.
وأرجع هاتين النتيجتين إلى ما يأتي:
ا - إن الحكام المسلمين منعوا تداول كل شعر اشتمل على مبادئ هذه
الديانات مما يخالف سنن الإسلام ومبادئه ومحَوه جميعه.
2 - إن أهل هذه الملل بعد سكون حركة الفتوحات واستتباب السلم
وتيقظ الحركة الفكرية في ميدان الأدب والعلم قد دفعهم تعصبهم لشعراء ملَّتهم السابقين إلى التقول عليهم بما لم يقولوه ونسبةِ أشعار إليهم لم تكن من نسج بيانهم ولا هي من منتجات عقولهم.
وإننا نستمح الأستاذ الفاضل ونتقدم إليه بحق حرمة حرية البحث أن
يتفضل علينا بالإجابة على ما تلجلج في صدورنا من أثر ما قرره حضرته ويفيدنا بما وسعه علمه الغزير عن المسائل الآتية:
1 - قرر حضرته أن لا أثر للوثنية واليهودية والنصرانية على الشعر العربي
لأن العرب بعد الإسلام محوا جميع الأشعار التي تشتمل على مبادئ هذه
الديانات أو على مبادئ تختلف مع الدين الإسلامي وتناقض أصوله، وهذه
تهمة لا يعزب عن فطنته أنها على جانب من الخطورة لا يصح السكوت عليها
على أنها من مقررات العلم المسلم بها، لأن الأبحاث العلمية ليست أساسها