للحكم إلا تسليم الأدباء لهم بهذه الكفاية، وإذا كان ذلك فلمَ تنفضُ إدارة
الجامعة يدها من قوم هم رؤساء الصناعة وظهور مناصبها العالية وألسنة الحكم فيها، ثم تلتمس من ضعف الأفراد ما لم تؤمله في قوة الجماعة، وهي تعلم أن الحمل الذي تتوزعه الأكفُّ يهون على الرقاب؟
هذه - أصلحك الله - بعض أسباب الفساد في ذلك الاقتراح، فإن كانت
فيه جهة صالحة لم تنكشف لي فذلك لأن هذا الأمر عندي أمرُ ليل مشتبه
مظلم، وما أحتسبك الآن إلا وقد ضننت - بسبعة أَشهر - من عمري وعرفت أني سأكون من قراء الكتاب ومنتقديه إن شاء الله، لأني وإن كنت أحمل القلم غير أني لم أعوده أن يكون ناسخاً يتمسك بحرف الكلام، ويمشي في الكتاب مشية الضرير لا يستفيد من ضوء ولا يستضيء من ظلام، فأما وقد أرادوا القلم على ما أرادوه، فالسلام على الأقلام.