من القش، كحرية التفكير، والتفكير تحت الوصاية وهدم الجامعة الخ الخ. . .

ويقول هذا وهو يعلم أن أحداً لا ينازعه في هذه المعاني، وإنما النزاع في جهل

الجامعة وسقوط الجامعة وكفر الجامعة وفوضى الجامعة، فيدع ما نحن فيه

ليجرنا إلى ما لسنا فيه، كأنه لا يعلم أن مثل هذا يعد في أساليب الكلام من شر ما يقع فيه من توجهت عليه الحجة ولزمه الدليل، فيظن أنه يتخلص به وهو لا يزيده إلا تورطاً ولا يزيد الناس فيه إلا بياناً.

أنا أخطات في رأي من العلم فتنكر أنت علي وتردني، فتأخذني الحمية.

وأكبِر ذلك منك ويشق على نفسي أنا أيها الأديب الكبير أن يقال عني أخطأ

وجَهِل، وأن يشيع ذلك في الناس فيكون سبة الأدبي غمِيزة في؛ فأدع رأيي

ورأيك وصوابك وخطئي وأقول: إنما أنت حسود وإنما تتحامل علي، وإنما هذا من لؤمك وضغنك، وأذهب أتكلم في الحسد وما يتصل به، وأتناول المعاني من أصولها البعيدة، ولا أزال أبتعد عما كنا فيه فما أصنع شيئاً إلا أن أضيف إلى عجزي عن الحجة عيب المكابرة فيها، وإلى جهلي بالرأي جهلاً آخر بأساليب البرهان، وأمد في النزاع مداً كلما طال بيني وبينك أخرج من سخرية الناس بي

ما كنتُ منه في أسبغ ستر وأوسع عافية. . . ولا أزال ألج وأتهافت، ولا يزال الناس يضحكون ويسخرون، فإذا أنا من الغلطة الواحدة فيما لا أحصي، وإذا هي ألوان كثيرة بعد أن كانت ولا لون لها، وأتكلم ألف كلمة فلا أجيء إلا بألف خطأ، وتتكلم أنت واحدة فتجيء بألف صواب، لأن كل غلطة في حمقي وعنادي وجهلي تنحاز إليك فتعد في صوابك، وإذا الناس بيننا على الأصل الذي كنا فيه من الرأي العلمي لا على الأصل الذي نزعتُ أنا إليه من الكلام في الحسد والضغن وما يخرج منهما.

نقول للجامعة: الأدب والدين والتاريخ، وهي تعرف أننا من ذلك في

موطن محاماة، وأنه لا منفعة لنا ولا غاية إلا الإصلاح، وأن الأمة بيننا وبينها، وأن هذه الأمة معنا وعليها، فتلوذ بالصمت عن كل هذا ولا تتكلم إلا في حرية التفكير وتوقي الهدم وكذا وكذا، ولو علمت لعلمت أنها ما تهدم نفسها إلا بمثل هذا، الجامعة ليست مديرَها ولا أستاذها وما إن لها في مصلحة الصحة شهادة ميلاد ولا شهادة وفاة، وهي باقية وهما زائلان، وما لم يوفق إليه مدير الجامعة اليوم فعسى أن يوفق إليه مدير آخر والأمور بحوادثها مرهونة، والأشياء بأوقاتها، والطبيعة بعدُ على مَساقها الذي تندفع فيه، فإن أكرهناها على غيره لم نفسدها وأفسدنا أعمالنا وأخطأتنا الفائدة منها.

وكل هذا يعرفه الأستاذ مدير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015