تحت وصاية الغير هل. أنت تفكر؟

فإذا تعلقتْ منازع التدريس وكيفياته وطرائق

البحث بغير جماعة المدرسين، كان ما ترجوه البلاد من احتمال نصيبها من

التقدم العلمي في العالم خيالاً في خيال، انتهى.

وظاهر من نص العبارة أن أخف الضررين عند الأستاذ، هو (التخبط) أي

فساد النظام، وإضاعة الأموال، وإزاغة العقائد، وإفساد العلم، والتدليس على الناس. . . الخ الخ وليت شعري عنه ما الذي يضطر الأمة إلى كل هذا في سبيل كلمة اسمها الجامعة؛ إما مدرسة تتسامى. إلى مقام الجامعات واما لا. . . بيد أن جريدة "السياسة" نقلت تلك العبارة وجعلتها رأساً لجسم مقالة افتتاحية أو رئيسية كما يقولون جاء فيها عن الجامعة: "وهذه ميزانيتها وهذا قانونها - زد أنت:

وهذه سُمعتها وهذا عملها.. سيعرض عما قريب على البرلمان، وسينظر

البرلمان في الأمر بغية الوصول إلى تحقيق مجد العلم ومجد مصر - زد أنت:

ومجد طه حسين - وإنا لسعداء حقًّا أن هذه الفرصة الحسنة لنشر حديث الأستاذ مدير الجامعة قبيل نظر الميزانية وقانون الجامعة - تأملوا - ونشر هذه الحكمة التي صدرنا بها حديث اليوم لتكون نبراساً وهادياً عند النظر في هذا الموضوع الخطير". انتهى نصاً.

أما الهادي فقد مر بك تفسيره آنفاً، وهو الملَك الذي سينزل في السحابة

الفلسفية. . . وأما النبراس فلا ريب أنه سينزل بملك البرق على النواب " (كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا) .

وهذه الجامعة لا تملي على النواب فقط بل هي تحذرهم أن يهدموها وتُنذرهم بطشةَ التاريخ إذا حدث العالم أن

نواب الأمة المصرية صَدوا عن ذكر الله في المسجد الجامع حين لم يُطلقوا حرية

الأذان فيه ولم يَدعُوا المؤذن أن يقول: حي على بُوذا؛ حي على بَرهما، حي

على العجل أبيس. . . ونحن "فإنا سعداء حقا" أن وجدنا في نسختنا العتيقة من كليلة ودمنة هذا الحديث:

قال كليلة: وَيحٌ لهذه النفس إذا لج بها مَنَزعُها وركبها سوءُ طبعها وكان

من ورائها قلبٌ دَوِي أفسده داؤه وصرف همَّه وخواطره فيما تميل إليه؛ فقد

قالت العلماء: إن الرأي لا يكون رأياً حتى يمكن له في الطبع أشد التمكين.

لان المصلح لن يقبل عنه وفي طبعه ما عسى أن يتحول به عهدُه أو ينتكث، وما مثَلَه إلا مثلُ الزلزال الذي أراد أن يتعاطى الهندسة.

قال دمنة: وكيف كان ذلك؟

قال: زعموا أن زلزالاً كان صديقاً لأحد البراكين، فقال له يوماً: قد كثر

أذاك وإفسادك أيها البركان، فأنت دأباً غَيظ للناس وهلاك ولعنة، وما تنفك بين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015