أموالنا وأعمار أبنائنا فى سنة تجربة؛ أو لو قام تاجر مقصّر ينشئ مصرفاً ويعامل فيه الناس ثم خسر وانكْسرت عليه أموالهم يكون عذره عندك وعند المحاكم أنها سنة تجربة؟
ويقول الأستاذ: "لا أحد يشك في أن البرلمان المصري بعد أن استقبل في
العام الماضي نبأ تأليف الجامعة بالتصفيق لا يتردد هذا العام - بهذا الجزم - في
أن يقر قانون الجامعة ويحرص على إثبات شخصيتها المعنوية من غير أن ينقص
"من غير أن ينقص! " من مشخصاتها شيئاً "ولو بعض الشيء. . . " بل ربما زاد - الله الله - على قوة هذه الشخصية المعنوية ووسع في دائرة مظاهرها" انتهى.
ونحن نظن أن الحديث كله لم يوضع إلا ليستجرَّ هذه العبارة وحدها.
فهي والله ثقيلة على كل نفس، بل هي كالإملاء على البرلمان يفرضها عليه
المدير فرضاً، فلا أحد يشك حتى ولا يُهمهِمُ في نفسه؛ لا أحد عليه لا أحد، و "لا" لنفي الجنس، ولكن أين مذهب ديكارت يا سعادة المدير؛ أتشكون في الدين والعلم وتعلمون الشك وتحامون عنه وتحملون فيه سخط الأمة كلها، حتى إذا انتهى أمركم إلى نواب الأمة قلتم " لا أحد يشك) .. أفلا تعلم يا سيدي المدير أنك حقرت هذه الأمة، وإنك بعملك أنزلت الجامعة من الأمة منزلة عدو من عدوه.
فكيف تريد البرلمان على أَن يكون الخاضع وهو الحاكم، وكيف تريد أن
ينسى الأمة ليذكر الجامعة، وكيف تتقدم له "بسنة تجربة" ثم تقول إقرار القانون وإثباتُ الشخصنية وتقويتها وتوسيعُ دائرة مظاهرها؟
ونريد نحن أن نفهم كيف يكون التوسيع في دائرة مظاهر دروس الأدب.
أيامر البرلمان بحرق المصاحف توسيعاً لمظهر الدائرة التي تدور على أن القرآن
كتاب موضوع دخلته الخرافات العربية كما تعلمون في الجامعة؟
حدثني عنك يا سيدي المدير، ألا تعلم وأنت مدير الجامعة أن طه حسين
أعلَم الطلبة بعد أن احتج العلماء وثار الرأي العام وكادت تقع الفتنة، أن دروس الأدب في السنة الآتية ستكون في "مناقشة القرآن من الوجهة الأدبية"؛ أمِثلُ طه يناقش القرآن إلا في مثل هذه الجامعة الممقوتة التي تتقدم إلى البرلمان في سلاسلها وأغلالها من غضب الله والأمة وصالح المؤمنين ثم تفرض عليه إثبات الشخصية وتوسيع دائرة المظاهر؟
وحدثني عئك يا سيدي المدير، ألم تكن تعرف المسيو كازانوفا الذي