الشيطان؛ لأن المذهب هنا من أقوال العلماء والحفاظ وأهل البصر بالشعر
والحذق في نقده وتمييزه، وما على الأرض اليوم رجل واحد يقول إنه من
هؤلاء.
ومما نظن أن ألفا وثلاثمائة سنة تضحك منه ضحكاً يهز قبور الأدباء، قولُ
شيخ الجامعة في تعيين تاريخ امرئ القيس صفحة 150
"والذي نرى نحن - تأمل نحن - أنه عاش قبل القرن السادس، وربما عاش قبل القرن الخامس أيضاً. . . " فربما التي يقال فيها إنها للتقليل هي في حساب التاريخ الحسيني بمائة سنة، لأن الذي يقال فيه إنه عاش قبل القرن السادس للميلاد لا يمكن أن يتقدم على سنة 500 فإذا قيل فيه: ربما عاش قبل القرن الخامس أيضاً؛ فأيضاً هذه لا يمكن أن تتقدم سنة 405 وما أنا من علماء الرياضة فأجد من عقلي قوة على تخليص هذا الخلط، وإذا جاءنا فيثاغورس فخلصه فقد بقي أنه يجوز أن يكون امرؤ القيس قد عاش قبل القرن الرابع وربما قبل الثالث أيضاً. . .
إن نصف الكذب من الكذاب يشبه أن يكون منه بمنزلة نصف الصدق.
فالحمد لله على أن أستاذ الجامعة قد أبقى لنا شيئاً نفهمه من شيء كان اسمه امرأ القيس!