وقال محمد بن أبى حاتم: حدثني حاتم بن مالك الوراق، قال: سمعت علماء مكة يقولون: محمد بن إسماعيل إمامنا وفقيهنا وفقيه خراسان.

فهذا ثناء المتقدمين أما المتأخرين فلا داعى لذكره حيث يقول الحافظ: " وبعد ما تقدم من ثناء كبار مشايخه عليه، لا يُحتاج إلى حكاية من تأخر"

مكانته عند الناس:

قال الشيخ عبد السلام المباركفورى: كان الإمام البخارى كلما حل مدينة، أو ترك أرضاً، كان المسلمون يزدحمون حوله، حيث يفوق الوصف والبيان. (?)

* ولما رجع إلى بخارى عائداً من رحلته الدراسية، نصبت له القباب على فرسخ من البلد، واستقبله عامة أهل البلد، حتى لم يبق مذكور، ونثر عليه الدراهم والدنانير.

وجرى له مثل هذا فى نيسابور، قال الإمام مسلم: لما قدم محمد بن إسماعيل نيسابور، ما رأيت

والياً، ولا عالماً فعل به أهل نيسابور، ما فعلوا به؛ استقبلوه من مرحلتين من البلاد، أو ثلاث. (?)

تدينه:

ونقصد بالتدين التدين العام؛ فى عباداته ومعاملاته.

عن محمد بن أبى حاتم قال: سمعت سليماً - يعنى ابن مجاهد - يقول: ما رأيت بعينى منذ ستين سنةٍ أفقه، ولا أورع، ولا أزهد فى الدنيا من محمد ابن إسماعيل.

* فمن تدينه عبادته:

قال مُسبِّح بن سعيد: " كان محمد بن إسماعيل يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التروايح كل ثلاث ليال بختمة "

وروى الخطيب البغدادى عن عمر بن حفص الأشقر قال: كنا مع محمد بن إسماعيل بالبصرة، نكتب الحديث، ففقدناه أياماً، فطلبناه فوجدناه فى بيت وهو عريان، وقد نفذ ما عنده، ولم يبق معه شيءٌ فاجتمعنا، وجمعنا له الدراهم، حتى اشترينا له ثوباً، وكسوناه، ثم اندفع معنا فى كتابة الحديث (?)

* ومن تدينه أنه لم يجلس إلى التحديث إلا بعدما تأهل:

يقول عن نفسه:

" ما جلست للحديث حتى عرفت الصحيح من السقيم، وحتى نظرت في عامة كتب الرأي، وحتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015