وما قاله أبو عبيد سابقاً هو من اٌلإجلال أيضا، قال: " ما دققت على محدثٍ بابه قط " فيا له من
أدب.
وقال أبو الحسين ابن العالى (?): سمعت منصور بن العباس يقول: صح عندى أن اليوم الذى
توفى فيه أبو عبد الله البوشنجى بنيسابور، سُئل محمد بن إسحاق بن خزيمة عن مسألة، وكان شيع جنازته، فقال: لا أفتى حتى نواريه لحده.
وذكر الذهبىُّ (?): أن أبا عبد الله البوشنجىِّ دخل علي أصحاب داود بن علىِّ يوما، وجلس في أخريات الناس، ثم إنه تكلم مع داود، فأعجب به، وقال: لعلك أبو عبد الله البوشنجي؟ قال: نعم فقام إليه، وأجلسه إلى جنبه، وقال: " قد حضركم من يفيد ولا يستفيد ".
وقال أبو زكريا العنبري: شهدت جنازة الحسين القباني، فصلى بنا عليه أبو عبد الله البوشنجي، فلما أرادوا الانصراف، قدمت دابة أبي عبد الله البوشنجىِّ، وأخذ أبو عمرو الخفاف بلجامه، وأخذ إمام الأئمة بركابه، وأبو بكر الجارودي، وإبراهيم بن أبي طالب يسويان عليه ثيابه، فلم يمنع واحدا منهم، ومضى. ا. هـ
وسئل عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبي بكر بن خزيمة، فقال:
" ويحكم! هو يُسأل عنا، ولا نُسأل عنه! هو إمام يقتدى به ".
ثالثاً: الإعتراف بعدم إحاطته بطرق العلم كلها، وعدم انتقاص الآخرين بمثل ذلك:
قال ابن عبد البر فى التمهيد (?):- مدافعاً عن العلماء الذين وقع لهم بعض الأخطاء فى العلم -