فعليك بالأدب المزين أهله كيما تفوز ببهجة وثواب
* ومن جملة الآداب ما ذكره عبد الملك بن مروان لمؤدب ولده قال:
" علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن، واحملهم على الأخلاق الجميلة، وروهم الشعر يشجعوا
وينجدوا، وجالس بهم أشراف الناس وأهل العلم منهم، فإنهم أحسن الناس رِعَة (?)، وأحسنهم
أدبا، وجنبهم السفلة والخدم، فإنهم أسوأ الناس رِعَة وأسوأهم أدبا، ومرهم فليستاكوا عرضا، وليمصوا الماء مصا، ولا يعبوه عبا، ووقرهم في العلانية، وذللهم في السر، واضربهم على الكذب، إذ الكذب يدعو إلى الفجور، والفجور يدعو إلى النار، وجنبهم شتم أعراض الرجال، فإن الحر لا يجد من عرضه عوضا، وإذا ولوا أمرا فامنعهم من ضرب الأبشار، فإنه عار باق، ووتر مطلوب، واحملهم على صلة الأرحام، واعلم أن الأدب أولى بالغلام من النسب ".
ثانياً: إجلال المشايخ والأقران والتواضع لهم:
عن عبادة بن الصامت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه " (?)
ويقول النووى فى التقريب: " وينبغى أن يعظم شيخه ومن يسمع منه، فذلك من إجلال العلم وأسباب الانتفاع، ويعتقد جلالة شيخه ورجحانه ويتحرى رضاه "
ومن أشهر ما يروى فى ذلك ما ذكره ابن عباس - رضي الله عنه - عن نفسه قال:
" وجدت عامة علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند هذا الحي من الأنصار فإن كنت لآتي باب أحدهم فأقيل ببابه ولو شئت أن يؤذن لي عليه لأذن لي لقرابتي من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن كنت أبتغي بذلك طيب نفسه".