وسأل عبدُ الله بن أحمد أباه عمن طلب العلم: ترى له أن يلزم رجلاً عنده علم فيكتب عنه أو ترى له أن يرحل إلى المواضع التي فيها العلم فيسمع منهم؟ قال يرحل يكتب عن الكوفيين والبصريين وأهل المدينة ومكة، يسأم الناس لسماعه منهم.
ومن الرحلات ما يلى:
فى عهد الأنبياء:
ومن أشهر ذلك فى القرآن رحلة موسى للخضر - عليهما السلام - فقد ذكر لنا القرآن الكريم هذه القصة بطولها، لنعلم أن الكل يحتاج إلى التعلم حتى الأنبياء أنفسهم.
فى عهد الصحابة:
ومن أشهرها أيضاً وهي العمدة فى هذا الباب، رحلة جابر بن عبد الله إلى عبد الله بن أنيس.
قال: بلغني حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم أسمعه، فابتعت بعيراً، فشددت عليه رحلي وسرت شهراً حتى قدمت الشام، فأتيت عبدَ الله بن أنيس فقلت للبواب: قل له جابر على الباب، فأتاه، فقال له: جابر بن عبد الله؟ فأتاني، فقال لي: جابر؟ فقلت: نعم، فرجع فأخبره فقام يطأطئ ثوبه حتى لقيني فاعتنقني واعتنقته، فقلت حديث بلغني عنك سمعتَه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القصاص لم أسمعه، فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن اسمعه فقال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " يحشر الله العباد أو قال الناس عراة غرلا بُهما "، قلنا: ما بهما؟ قال ليس معهم شيء، ثم يناديهم ربهم بصوت يسمعه من بَعُد كما يسمعه من قرب: " أنا الملك أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولا
أحد من أهل النار عنده مظلمة حتى أقصه منه حتى اللطمة، قلنا: كيف وإنما نأتي الله عراة غرلا بهما؟ قال: بالحسنات والسيئات.
وفى عهود السلف:
نقل ابن عبد البر (?) بعض كلام أهل العلم فى ذلك فقال: قال سعيد بن المسيب: " إن كنت لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد ".