فأرسل وردان خذاه إلى السغد والترك ومن حولهم يستنصرهم. فأتوهم وقد سبق إليها قتيبة، فحصرهم. فلمّا جاءتهم أمدادهم خرجوا إليهم يقاتلونهم، فقالت الأزد:

- «اجعلونا على حدة وخلّوا بيننا وبين قتالهم.» فقال لهم قتيبة:

- «شأنكم، تقدّموا.» فتقدّموا، فقاتلوهم وقتيبة جالس عليه رداء أصفر فوق سلاحه، فصبروا جميعا، ثمّ جال المسلمون وركبهم المشركون، فحطّموهم حتّى دخلوا عسكر قتيبة وجازوه حتّى ضرب النساء وجوه الخيل [477] وبكين، وقاتلوهم حتّى ردّوهم. فوقف الترك على نشز [1] ، فقال قتيبة:

- «من يزيلهم لنا عن هذا الموقف؟» فلم يقدم عليهم أحد والأحياء [2] كلّهم وقوف. فمشى قتيبة إلى بنى تميم فقال:

- «يا بنى تميم، أنتم بمنزلة الحطمة [3] ، فيوما كأيّامكم، فداؤكم أبى.» فأخذ اللواء وكيع بيده وقال:

- «يا بنى تميم، أتسلمونى اليوم؟» فقالوا:

- «لا يا با المطرف.» وهريم بن طحفة المجاشعىّ على خيل بنى تميم ووكيع رأسهم. فأحجموا جميعا، فقال وكيع:

- «يا هريم، قدّم!»

طور بواسطة نورين ميديا © 2015